التضامـن في زمن السالفي
- 0 Comments
- Author: admin
يمسك بقفة مساعدات غذائية أو ربما بضع أوراق نقدية، ثم يمدّ يده نحو المحتاج، لكنه لا يريد في ذلك مساعدته، بل اِلْتِقَاط صورة.
لا تعرف يده الأخرى بأنه وزع مساعدات فقط، بل يصرّ أن يراه العالم بأسره، حتى ينتزع معنى العمل الخيري من جوهره، فيمس كرامة الفقير والمحتاج من الذين «لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا». وهذا هو حال الكثيرين اليوم في زمن الكورونا.
صحيح أن نوازع الخير والتضامن عند الناس، منذ إعلان إجراءات الحجز الوقائي تتضاعف، ويمكن مشاهدة توزيع المساعدات في كل مكان في بلادنا على صعيد جماعي وفردي أو بقيادة الحكومة أو الجمعيات، إلا أن البعض يقع فيما يكاد يحول الهدف إلى اِلْتِقَاط صورة.
وكشأنها ضاعف ظهور هذه الحالات انتشار وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن أصبحت موضة من قَبل بعض الأفراد والجمعيات أو حتى المسؤولين.
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ دعا الوزير الأول عبد العزيز جراد إلى وضع حد للترويج الإعلامي لعمليات توزيع المساعدات العينية على العائلات المعوزة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد. وجاء في تعلمية الحكومة للمسؤولين:
- منع تصوير المواطنين المعوزين لحظة منحهم الإعانات.
- تفادي أي شكل من أشكال وصم الأشخاص والأسر ولاسيما الأطفال الذين يعانون وضعية اجتماعية هشة.
من جانبنا نشير إلى أن منصة Our Action تمتنع على تفعيل أي تقرير يتضمن الإساءة أو الوسم للأشخاص أو مخالفة لقواعد النشر بصفة عامة،
وبإمكان المستخدمين التوثيق للعمل الخيري والتضامن بصور جمع المساعدات والتحضيرات التي تسبق التوزيع للمصداقية وتشجيع الجهات والأفراد الذين يعملون في نفس المجال على تعزيز جهود الخير. وننوه أننا لا نشكك في النوايا ولا نقلل من جهود كبيرة مازالت متواصلة، لكننا في ظل الوضع الراهن يجب أن نلتزم جميعا بقرار الحكومة، ويمكننا كجمعيات أو مجموعات أو هيئات أن نقدم للمحتاج مساعدة ونخفف عنه دون ثمن كرامته، وهناك الكثير من الخيرين الذين يقدمون دون ضجيج أو أذى ومنّ، فالخير له أساليبه وأخلاقياته.
Comments 0